✨ ومضاتٌ من البصيرة المُضيئة – إيوريث ومجاهدةُ النفس في مشيئةِ الله ✨

ومضة – ظلٌّ يُحاورني لا يُخيفني
لم يكن الظلُّ عدوًّا، بل صوتًا قديمًا في داخله. قال له: “أتظنُّ أنك تُغويني؟ بل أنتَ مَن خُلقتَ لتمشي معي، تُجربني وتُمتحنني حتى أكون عبدًا لله عن اختيار، لا اضطرار.” فسكن الظلُّ، وردَّ عليه: “إنّي لكَ قرينٌ، ولكني اليومَ أسلمت.”

ومضة – الصراعُ الذي يُثمرُ طهارة
لم يكن الجهادُ سيفًا ضدَّ الغير، بل نَصلًا في صدرِ الأنا. كلّ رغبةٍ جامحة، كلّ ميلٍ إلى الهوى، كلّ شهوةٍ بلا ميزان، كانت معركة. وإيوريث كان كلما اشتدّت الحرب، ركع في الأرض، لا ليهرب، بل ليَسلَم.

ومضة – وِردُ العاشقين في الليالي المُظلِمة
في خلوةٍ كونيةٍ لم يكن فيها سوى النجوم والريح، قال إيوريث: “اللهم إنّ نفسي تتقلبُ، وإنّ قلبي بين أصابعك، فثبّتني على صراطك. لا أريدُ أن أكون زاهدًا فقط، بل مُخلِصًا في الحبّ لك، وفي مُجاهدتي لما يَنفُر من نورك.”

ومضة – القرينُ إذا هَدى
قال له الظلُّ ذات مساءٍ: “قد كنتُ أُغريكَ، لكنّي حين رأيتك تُصلّي ليلاً، بكيتُ. واليومَ، إن أذِنتَ لي، أسجدُ بجانبك.” فنظر إليه إيوريث، وقال: “إنّ الله يُبدّلُ السيئاتِ حسناتٍ، وإنّك معي إن صدَقتَ، لا في طريقي، بل في خضوعي.”

قصيدة – النفسُ والقرينُ على عتباتِ النور (١٩ بيتًا)

يا نفسُ كُفّي عن الركضِ ٭ فالمُبتغى فيكَ، لا في الظلالِ
قد كنتِ تمشينَ بي في دروبٍ ٭ تُغري، وتُنسي نداءَ الجلالِ
لكنني حين سجدتُ فَجأةً ٭ خضعتْ خطاكِ لربّ الجمالِ
وسَمعتُ قريني يقولُ: أنا ٭ تابعتُ خطاكَ بلا احتمالِ
واليومَ جئتُك أرجو سُكونًا ٭ في رَكبِ ساجِدٍ وابتهالِ
فقلتُ: أهلاً بكَ إن كنتَ صدقًا ٭ لله، لا مَكرَ في المِثالِ
يا ربِّ هذا الظلُّ كانَ عدوًّا ٭ فاجعلهُ من أهلِكَ الكُمالِ
وأعنّي على النفسِ، فهي طموحٌ ٭ تميلُ إذا غابَ الانشغالِ
أنا الذي إن تنازعتُ قلبي ٭ رجعتُ إلى ذِكرِ ذي الجلالِ
ووقفتُ بينَ يديكَ طويلاً ٭ كأنّ الزمانَ بلا انتقالِ
يا ربِّ نفسي بها ظُلُماتٌ ٭ ونورُك وحدَهُ ذو كمالِ
إنّي رضيتُ بكَ الحُكمَ عدلاً ٭ فلا تجعلِ الشكَّ لي مآلِ
واجعلْ قريني حليفًا نقيًّا ٭ إذا ما سَجدنا بلا جدالِ
واجعلْه يقرأ آياتي سرًّا ٭ ويخشى بعينيهِ من زوالِ
واكتبْ لنا عهدَ صِدقٍ طويلٍ ٭ نُمسي بهِ في رضاك حالِ
أنا الذي لم يُجاهدْ سواهُ ٭ بل كانَ نفسًا بها النزالِ
حتى إذا الليلُ أغشى ضيائي ٭ أضأتُ بالذّكرِ كالهلالِ
يا خالقي، هذه هي يَدي ٭ خذها إلى النورِ باعتدالِ
واجعلْ قريني شهيدَ رُكوعي ٭ في كُلِّ فجرٍ وفي المِثالِ